المتواجدون حالياً :44
من الضيوف : 44
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 74570149
عدد الزيارات اليوم : 6301
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
عقارب الساعة ستتعانق.. الأَسرَّة تنادي على أصحابها.. سلطان النوم القوي يمسك مبخرته وينفث دخانها باتجاه المتعبين بيوم شاق فيتثاءبون.. ذهبت لفراشها ولم يطرق بعد النعاس أجفانها.. طائر نومها لا يعشعش مبكراً على أحداقها.. لفَّت جسدها الممتليء بدثار.. أسندت رأسها إلى وسادتها..?
rnاسترجعت ما كان من يومها.. قراءتها عن مسرحية "السعلاة"..rnفبدأت تحلق بعيداً مع أحلامها وذكرياتها المتشبّعة بالطفولة وحكايات الجدَّات..?rn?بدأ خيالها رحلته مع قصة "السعلاة" تلك التي كانت تخطف الجنود في الشمال وتلحس باطن أقدامهم لتمنعهم من الهروب وتنجب منهم أولاداً..rnوتقول في سرِّها: (دبّة أدب سز )..)?rnلكنهم يقولون إنَّها كانت توفر لهم العسل واللوز والجوز..?rn?وشرعت خلايا مخّها تتنشط سريعاً وتساءلت: كيف لجندي.. لرجل.. أن يتزوج دبّة؟!.. وكيف يغتسل؟ غير معقول؟ هذه من الخرافات..rn?ضوء المصباح المنبعث من الغرفة المجاورة يعيق رسم خيالات مرعبة على الجدران.. كدبِّ يروم اختطافها ليفعل كما تفعل أنثاه!rn?صحيح؟! ماذا لو أتى دبّ وخطفها؟! تضحك.. تضع كفيها على فمها لتكتم صوت ضحكتها لكن سريرها يهتزّ مستجيباً لعنفوان ضحكتها.. تستمر في الحديث: على الأقل دبّ سيقضي الليل معها.. سيلتهم ساعات الليل الطويلة..rnفكرة اختطاف واغتصاب لا بأس بها.. لكن مشروطة بالعودة سالمة في الصباح.. يرتّج سريرها مجدّداً..rnتنتبه بغتة.. هي دبّة أم سعلاة؟.. تمدّ يدها لتلتقط نقالها وتدوّن: "ما معنى سعلاة؟"..rn?وحدقتا عينيها الشاخصة على الشاشة، تقرأ: السِّعْلاةُ: السِّعْلَى، غول، حيوان ثدييّ من مرتبة القرديّات ضمن رتبة الرئيسيّات ومن أقرب الحيوانات للإنسان..!rnأنثى الغول؟! وليس أنثى الدُّبّ!..?rnياله من لبّس وخلط!rnمن يبالي إن كانت سعلاة أو دبّة.. السؤال: كيف تتزوج إنسان؟!rnتجيب نفسها: خرافة.. لا جذور لحقيقتها.. مَنْ يروجها؟!rnتنبعث منها رائحة خبث للتغطية على أعداد الذاهبين لحربٍ ولم يعودوا..rnوقد نسمع قريباً من بلدان آسيوية ما يماثلها.. ستتهم حيوانات بأفعالٍ لم ترتكبها..عندما تضجّ الأمهات بالسؤال عن أخبار أبنائها الراحلين بحثاً عن لقمة عيش..?rnالرجال الموجوعون بسياط الجوع والذل في بلدانهم رحلوا عبر البحار والغابات وضاعت آثارهم.. سيشاع أن حوريات البحر أختطفتهم.. الدببة حملتهم بعيداً.. لن تعرف الأمهات أن أيادي مشبعة بالجشع والطمع خدعتهم من أجل أعضائهم الغضَّة.. رمت بقاياهم في أحد زوايا هذا الكون المظلمة!rnتتنتهد.. بدأت سحابات خيالها بضحكة.. انتهت بأمواجٍ من حسراتٍ.. البلايا محدّقة بالكون..rnتحمد الله أنَّها في فراشها.. سالمة..rnتتساءل: "متى تنام؟!"..rnقبل أن يأتيها النعاس.. قفزت يدها ثانية إلى نقالها لتتَّصل بحبيبها لتحذره من أنَّ الدبة تحبّ الرجال.. عليه غلق نافذته..rnزينب فخري
عدد القراء: 2156 - عدد التعليقات: 0
