المتواجدون حالياً :40
من الضيوف : 40
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 74569673
عدد الزيارات اليوم : 5825
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
أرب الشاميrn انتشرت الروايات بكثرة في الآونة الأخيرة في وطننا العربي، سواء على شكل كتب مطبوعة ، تُباع في المكتبات، أو على شكل كُتب الكترونية، وأزداد عدد قُرّائها بشكلٍ ملحوظ ، وكما نعلم إن لقراءة الرواية فوائد بديهية، منها المتعة التي يحصل عليها القارئ ، وترغيب القارئ في قراءة الكتب بشكلٍ عام،
بالإضافة الى تنمية ملكة التعبير، وإثراء الحصيلة اللغوية لديه، ولا تقتصر فوائد قراءة الروايات على ذلك فحسب، بل لقراءتها تأثيرٌ في نفوس القرّاء، سيّما فئة الشباب، إذ تُسهم في إثراء خيالهم ، لأننا نعلم إن الشباب غالباً ما يكونون حالمين، فينغمسون في الخيالات، هرباً من الواقع الذي يعيشونه الى الخيال الذي يحقّق لهم كافة آمالهم وطموحاتهم، فأحلام الشاب العربي باتت شبه مستحيلة التحقق، بسبب ما يُعانيه وطننا العربي على الأصعدة كافة، سواء كان على الصعيد السياسي، أم الاجتماعي والاقتصادي فاضطراب الأوضاع السياسية في أغلب البلدان العربية، وانشغالها بالحروب مع الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والعجز الاقتصادي الذي تعانيه بسبب تلك الحروب، جعلت الشباب هم من يدفع الثمن.rn لم تجد هذه الفئة دوراً تؤديه في مجتمعاتها، وليس لديهم ما يشغل وقت فراغهم، لذا يلجأ قسم كبير من الشباب لقراءة تلك الروايات، لتحقيق ما لا يستطيعون تحقيقه في الواقع، فمن الناحية العلمية، فأن قراءة الروايات تؤدي إلى تغييرات في الروابط العصبية في الدماغ، بشكلٍ يشبه المرور بالخبرات والتجارب التي يمرُ بها أبطال الروايات، وجاءت هذه النتيجة في دراسة بجامعة إيموري EMORY، وهي جامعة بحثية تناولت مدى تأثير قراءة القصص والروايات على المخ، إذ أجرى الباحثون الدراسة على شريحة من طلبة الجامعة نفسها، فقام الطلبة بقراءة رواية مثيرة، فلاحظ الباحثون بعد إتمام الطلاب لقراءة الرواية ، وجود نشاط بالقشرة الصدغية اليسرى، وهي المنطقة المسؤولة عن الاستجابة للغة بالإضافة الى النشاط بالنواحي العصبية التي تربط بين النظام الحسي والحركي، أو ما بين الأفكار والأفعال مما يشير إلى إن قراءة الروايات، تنقل القارئ إلى جسد بطل الرواية، فالرواية تتيحُ لقارئها رؤية مشهد من مشاهد الحياة، فهي تؤثر على الأشخاص أكثر من تأثرهم بالنصيحة المباشرة، لكونها تتسلل إلى المشاعر والأحاسيس دون سابق إنذار، بالإضافة إلى إنها تستعرضُ عليه خبرات وتجارب الآخرين، وتطلعهُ على تراث وثقافات الشعوب الأخرى بأسلوبٍ فني رائع وممتع ، وبعد ذكر تلك الفوائد العديدة لقراءة الروايات، هنالك أمور يجب أخذها بعين الاعتبار، ألا وهي كيفية انتقاء الروايات، والتأكد من خلوها من الأفكار المسمومة التي يدسُها لنا أعداء الإسلام، والتي تتعارض مع الدين والقيم، فتكون نتيجة قراءتها بذلك عكسية على شبابنا وعلى المجتمع ككل ،لأن الرواية بقدر ما تحتويه من متعة وقيم وأفكار بنّاءة، بقدر ما ترتقي بفكر قارئها، والعكس صحيح.