المتواجدون حالياً :31
من الضيوف : 31
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 74490454
عدد الزيارات اليوم : 12133
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
لقد قرأنا شعراءنا المبدعين وادركنا مختلف تفردهم الشعري، من المتنبي وابو تمام وابو نؤاس حتى السياب وانسي الحاج وحسب الشيخ جعفر ... وباقي تميزهم الحاضر، فلم تمكث القيمة والعوامل الابداعية في ذات وخصوصية الاسلوب style الكتابي للشاعر، بل في الاعتبارية الأبداعية في هذه ِ الذات الذي يعمل به هذا الاسلوب ،
فلكلهم حجته الشعرية، وصائب الابداع يقع خارج اسلوب هذا الشاعر ويقع في داخله بمعنى اخر ، من خلال ما يحمله من عوامل وقيمه ،من خاصيته اللغوية التعبيرية والتصورية الخاصة والأخرى الحاضنة لبقية العوامل الجمالية للأتيان الشعري المبدع،ويعد هذا لكل شاعر انتماءه الذي يعلنه،ويروح الشاعر الى الالتصاق الايماني الفني به كدلالات انتمائية دقيقة الخصوصية في انتقاء المفردة والصورة المعبرة او توظيف الحدث والمعالم كدالات ومكونات حسية اتى به مخيال الشاعر،ويحصل هذا كدفق كتابي للشاعر المبدع والمختلف عن الشاعر المبدع الاخر ،ويصبح الشاعر اسير لغته في مخاضه المدون لقصيده الشعري.
لابد هنا من ادراك ضرورة تجريد الدراسة التحليلية من واحدية الاسلوب والنوع الكتابي واللغة الشعرية كمعيار بل نعير مدى ابداع الشاعر في اسلوبة الشعري الخاص ومدى نجاحه في تحقيق متطلبات وعوامل الابداع في الذات الكتابية لدى الشاعر.
وهنا نرى ضرورة نمذجة بعض من شعرائنا المختلفين في اسلوب ابداعهم لعزل سببية الاسلوب كمفهوم واستقلاله عن السببية القائمة،
وقد نمذجنا الشاعر كزار حنتوش وعدنان الصائغ وعقيل علي وسلمان داود محمد ،لتوضيح رؤانا في تناولنا الدراسي هذا،فمن يتذوق برتقال الشعر لا يلعن تفاحه واعنابه،ولازلنا نفهم قولة الشاعر الكبير -سعدي يوسف- اني اضع جبيني شعري على اهداب -الريل وحمد لمظفر النواب - لما ابداع شعر النواب في لغته العامية.
فلم تتشابه اسلوبية وتجربة وماهية ومنتج هؤلاء الشعراء ولم تتقارب اسسهم الفنية المعتمده لكتابة القصيدة،ويختلف المتلقي الشعري هو الأخر لكن عليه ان يتوحد في المفوم العام للابداع والقائم على تنوع التجربة ، فقد ابتعد الشاعر كزار حنتوش - كثيراً عن تفعيل طبيعية اللغة القاموسية المعتمدة لتوليد اللغة الشعرية ، بل يمكن القول ان الشاعر هذا استعمل او حمل روح اللغة العامية بلباس جمالي وشعري فصيح ،وهذا الأسلوب قد اعطى ثماره في ابداع الشاعر وتفرده بعيداً عن الشكوك والتردد لما له وعليه من مختلف لغوي طويل وعريض على جسد قصيده الشعري ،فهو القائل
لو اعطاك الرب إجازة
لتراني في مقهى من تعب ِ
فالدنيا صارت غير الدنيا
أربط احزانك قرب اليوكالبتوس وتعال معي)
فيما راح الشاعر -عقيل علي - لانزياح Ecart في لغته الطبيعية، لكنه انزياح لسبر اغوار قدرة اللغة التوليدية العميقة في حمل بصم الهجس الشعري واعطاء جمالية تدوينه،ولا يحصل تمامية النجاح الابداعي هذا إلا لدى شاعر ذو مخيلة وذهن عارف في دقائقية المهمة العالية في الِشأن العطائي لجنس الشعر ،لألية تؤدي الكثير من مهمتها الابداعة لقيمة الجمال القصيدي ، وهذا كما اقره المعظم من اصحاب الشأن الشعري، فهو القائل....
لقد كنتم مأثرة
وها انتم صرتم نواح وصباحاً قاتماً للاوفياء
صرتم شظايا محنطة تنقض بلا رحمة
على الموتى الذين
يتقدمون
متلفعين بالامل نحو حياتهم
صرتم غسقا خربا
وايادي تلوح بلا سبب
وبقى الشاعر -عدنان الصائغ - مبدعا ً في وقع نصوصه الشعرية بعيداً عن كيفية الابداع الذي حققه الشعراء المنمذجين والمختلفين بينهما،حيث محورية شغله الشعري الموزع بين انتقائيته الصورية ورسوماته الشعرية اضافة لقدرته في توظيفه لاحداث تاريخية واساطير في مثولها ووقعها الاستعاري المعبر كتلميح دلالي منها واحيانا كتلميحات بوقع عالي في وقعها الشعري المصرح ،وكما حصل في ذكره لكسوفات واحداث ،ومنها الأليمة عند حياة الشاعر، لتلم العلائقية الخفية المنضجة للعطاء الشعري وفق بلاغة عالية الإيقاع
و قد حاصرت بعضية هذه ِالتفصيلات الحياتية ذهنه الشعري فصرح بها,,,كما في مقطعه الشعري - شيزوفرينيا-
في وطني
بجمعني الخوف ويقسمني
رجلا ً يكتب
والأخر خلف ستائر نافذتي...
يرقبني
وهذا ما اكد قدرته في الرسم الشعري ودقة فرشاته اللغوية كما قال في -صدر الأم -
لي وطن في الحقيبة
كيف أهربه من عيون المفتش
وهو يجوب مسامات نبضي رصيفاً رصيفا ً
ويعود كما نعود كلنا
الى الملاذ الأخير
ويبقى نادر التفرد الشعري عند شاعر (التقنية اللغوية) - سلمان داود محمد - من نحت عند ذات المفردة اللغوية ونحت اخر عند النسق التعبيري للغة ايضا ً ليعطي شكلية نسقية لم تستخدم من قبل، وكما تأكد في مطاولتنا التحليلية لنصونه وكما في قوله....
كديدان القز
اتشدق بالحرير
أدلي بكبسولات عارية عن الصحة
وأتهم المرضى بأصفرار الذهب
لافرق بين بيوت آيلة للسقطة
وأخرى تفطر بالأيائل...
كما اكد النحت المتماثل في معنى مفرد مرض الكساح وما يعمله من تقوس في الاعضاء هذه الاقواس التي لازمت هيكلة البيوت، وما لضرورة حضور الضمير الغائب ميكانيكا في ذكر البطاقة التموينية والحاضر في دلالة المفردة المجانبة لها في ذات الجملة التعبيرية كما حصل في ........
اخبره ان شئت
أن هناك -حيث الكساح يوزع الاقواس على البيوت
او بجوار ضمير ليس له من ذكر في البطاقات الشخصية
وأرصفة حررتها البلدية من هيمنة الواقفين
فليس مفيدا ًأن تتذرع بالاحلام
وفراشك مصلوب على واجهة السوق
وهنا يبان مدى ضرورة قراءة اسلوب الشاعر المبدع الشعري ، ولا يمكن حصر المنتج بواحدية اسلوب معين من حيث اللغة العليا كما يحددها جان كوهين او الكيفية التوليدية لدلالة اللغة كما اكدها -رومان جاكبسون -بل مدى قدرة ونجاح الشاعر لما ذهب اليه هؤلاء في تأكيداتهم المبدعة في التنظير الشعري الخاص بعمل منتهى النص .
ان من تاكيدات المفكر الادبي المعروف -رولان بارت - دعوته الى ما أسماه باللغة الاتباعية في النقد Metalanguage-- وهي لغة شمولية في الديناميك النقدي النشيط ، أي اللغة ذات القراءة المتغيرة في قرائتها ودراستها للنصوص المتجه للمبدع ْ الشعري ً،ويبان ان اللغة النقدية هذه ، تريد ارساء النصوص الشعرية للدراسة العلمية في عملها بمنهجية تؤئمة الجمع الأبداعي المتعدد في تعددية الاسلوبية الكتابية المنتهية التدوين النصي كما ذكرنا ،كي لايكون النص المدروس و المختلف متخلفا ًوهابطا ًلاختلاف خاصيته الأسلوبية التي اجادت هي الأخرى في ابداع النص الأخر .
وهنا لابد لحضور الادراك الدقائقي في هذا الفهم لفحص وتميز اختلاف اساليب الكتابة وعوامل ابداعها الشعري، وهي عوامل ثابتة في تحركها ومثولها الزمني والحضاري للأشياء الحياتية والشعر.
وكما هو اختلاف الاشارات في اتون المنتج المختلف هو الاخر باختلاف الرؤى الثقافية ووعي الشاعر لأليته ،كما تظهر اهمية العلوم النقديه والمعرفية للدارس والناقد في شغله الدراسي والنقدي ،كما يرى - بارت- الى خصوصية المعني الدلالي لنظام الاشارات والذي حصره بذات الشاعر واسلوبة المعرفي للكتابة وهذا ابقاء للغة المخاطبة للشاعر ،وهي تمرده وانفلاته المنتج لمنهاجه المعنوي والجمالي المشار له ،ويبني الشاعر قصيدته بمكوناته اللغوية الخاصة لديه. وهي لغة ولد دلالاتها الذهن المعرفي والمعلوماتي خاصية الشاعر،وهي طاقته التعبيرية الكامنة في انزياحه الشعري من المفترض اللغوي حتى الميتا الافتراضي للغة،وهنا تبرز بديهية عدم امكانية الشعراء ان يكتبا نص واحد ،لانه يبقى مطاردا من السايكولوجية الخاصة و التي تفرض اسلوبها الكتابي الغير مشابه للاخر كبصمة ابهامية شعرية ،
وكم اكدها المعلم -افلاطون- بقوله - الأسلوب شبيه بالسمة الشخصية- ولنطلع فاحصين هنا بصمة الشاعر - كزار حنتوش - في عرض قوله...
هممت على وجهي في صحراء النوم
معصوب العينين
كالسائر في سوق السيف
يبتاع الشفقة
لا اعرف كم مر على الوقت
وأنا اتنشق كبريت اللوم
وفي تساؤلنا عن لماذوية عنونة او احلال مفردة السوق الذي حمل مفردة السيف من كثرة الاسواق العراقية،لما لألة القتل هذه من دلالة اختزل بها الشاعر الاكوم ولف كثير المسافه التصريحية لقول مراده الشعري،
وهذا من الاعداد الكثير الحضور في كينونة اسلوب الشاعر المعبرة لنطقه بصمته الروحي في معاينته الشعرية...وكا راح الشاعر - عقيل علي - بغوية تقويل طبية لغته وبتجميل لف تلقينا اليه . فمك أمام المرآة يقف
مدلى في الكلام
ونومك الجميل
يرسمه النهد العادل
بلا ظل
تحت الأشجار المعكوسة في الملح
وفي نقاوة الخبز
بلا أفساد أرسمك أيها الوفي
وهنا نوجب الحضور الجمالي للغة الشعر ،وكما اكد المفكر - فيتغنشتاين - وهو من الفلاسفة الأوائل الذين اكدوا الفهم التعددي الاستعمالي للغة الادبية، بأنها ليست وسيلة للفهم أو تمثيلا للعالم، بقدر ما هي وسيلة تأثير في الآخرين، لارتباطها بالمواقف المحسوسة في التواصل وذهب البعض الاخر الى المختلف الاستعمالي لكن بدون تشويه بالعوامل والشروط العامة لمنتج التدوين الشعري .
تعتمدهذه الاتجاهات الفلسفية في رؤيتها اللغوية الى الاساس الموضوعي المتمثل في التقبل الجمالي للعمل الفني ، أي بعبارة اخرى تعتمد الصفات الشكلية الكامنة في العمل وليس صفات تفرضها واحدية الذات المتلقية.
وهنا نفهم خاصية الاسلوب لدى الشاعر في قول - ميشال ريفاتير (... على اساس ما يتركه النص من ردود فعل لدى المتلقي فيعيده قوة ضاغطة تسلط على حساسية القاريء بواسطته لابراز بعض عناصر سلسلة الكلام ويحمل القاريء على الانتباه إليها، بحيث إن غفل عنها يشوه النص وان حللها وجد لها دلالات تميزية خالصة بما يسمح بتقرير ان الكلام يعبر والاسلوب يبرز)
لذى تبقى قيمة النص الشعري المبدع ثابتة البرهان وان اختلف التلقي ،الذي عليه الأقرار بابداعية النص المختلف معه ذائقياُ.
،فربما قراءة القصيدة المتجهة للزومات روح القصيدة الالفية الثالثة تفوق صعوبة كتابتها لمطلبها في الأصغاء لميتاكتابتها الشعرية التي فهمها الشاعر اولا.
وهنا تكون لكل نص قائم شعري له ادارته النسقيه وهيئته الاعتبارية المنظمة لحالها الابداعي وهي احد مرتكزات ذات الشعر الخاصة التي تبرز في استقلالية الاسلوب وهو موقف في الافتراض الشعري للاتي المراد برهانه. .