المتواجدون حالياً :10
من الضيوف : 10
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 53094113
عدد الزيارات اليوم : 34883
أكثر عدد زيارات كان : 70653
في تاريخ : 26 /12 /2016
الزاوية الحرة الصحافة بين التطوير و ... التدميــــر --- إلى من فتح قريحتي لكتابة هذا المقال الاستاذ الدكتور كاظم المقدادي المحترم
بتاريخ :
الجمعة 13-07-2012 07:25 صباحا
هاشم العلوان
الصحافة أصبحت احدى الوسائل التي تُعبِّر وتنقل معاناة الانسان المعاصر، وكذلك أصبحت من أهم الاوراق السياسية الضاغطة في معارك السياسيين، وكذلك تسخيرها لخدمة الحاكم وحزبه، أو ضده، أي إنها سلاح ذو حدّين قاطعين إصلاحا ًوإفسادا ً، وقد أصبحت الصحافة في كافة أرجاء الوطن العربي خاصة والذي كان ولا يزال يعيش فترة ربيع الدكتاتوريات،
وبحيث أصبحنا نرى ظاهرة إزالة دكتاتور حتى يأتي الثوار الذين ازالوه بفضائع بعضها لم يرتكبها الدكتاتور المُطاح به، مما يعني أن الصحافة أصبحت معادلة بيد شرذمة مؤيدة وموالية للنظام الجديد أيا ًكان نوعه وأهدافه وأيديولوجيته، المهم أن الصحافة التدميرية والتابعة له تعيش الدنيا ربيع والجو بديع دائما ً،وعبر الدعم المطلق والمستمر من السلطة حفِظها الله، بحجة إنجاز (حسب إدّعائهم) خطط ومشاريع السلطة الرابعة، والتي بدورها تبرز حسنات وأمجاد والمشاريع العملاقة للحكومة، وإعطاء التصريحات والوعود التي يطلقها المسؤولين أهمية وإبرازها في الصفحات الأولى وكأنها وحي وقانون في حين انها مهدئات وكلام فارغ من محتواه. والصحافة أول من يعرف هذه الحقيقة تحت عنوان (حجي جرايد). وبعد هذا إعطاء الأسماء العريضة والرنانة لجمعيات واتحادات صحفية تُعدّ بالعشرات فبعضها لحماية الصحفيين واخرى للمساكن والأراضي وصندوق دعم شهداء الصحافة واتحاد الصحفيين وجمعية الصحفيين ونقابة الصحفيين، وهكذا تشظت الجهود لتثبيت هوية الصحافة الوطنية المستقلة والبعيدة عن تأثير السلطة والاحزاب المنظوية تحت لوائها. وكما نلاحظ في أغلب الدول العربية حيث تأخذ الصحافة مشروعيتها من السلطة وتكتب وتتبنى ما تريده الحكومة وأحزابها كما أصبح واضحا ًعندنا في العراق، إن معظم النقابات والاتحادات تأخذ دعمها وأوامرها من السلطة بشرط أن تتعاون لخدمة أحزاب السلطة وما تريده من حملات ضد معارضيها ومُنتقديها وتحت شعار (كل شيء بثمنُ) فالصحافة وأبتداءً من كلية الإعلام والاتحادات والمنظمات الصحفية وأنتهاءا ًبنقابة الصحفيين العراقيين والتي أصبحت عبارة عن تجديد هوية ودفع (40- 100) ألف دينار وجلب أستمارة تأييدات وتسجيل على الآراضي والشقق والسيارات، والتي اُعطيت بعضها ولمرات للمقربين من النقابة بحجة القِدَمْ وخدمة النظام السابق واللاحق، وكذلك أستثناء هذه الكفاءات الجبّارة من رَسمّ تجديد الهوية وخوض الامتحانات والتي طـُبّقت ونـُفِذت على من هو أرفع علما ًبالصحافة مهنيا ًوأكاديميا ًمن النقيب نفسه، والنقابة هي التي تحدد من هو الصحفي والمستحق للمكرمات المدعومة من لدن الحكومة، وهذا التطوير في عالم الصحافة شمل حتى الذي لا يعرف أن يكتب سطرا ًواحدا ً، ولقد ألتقيت بواحد من عباقرة النقابة وهويته مجانيا ًومُثبت فيها أنه (رئيس محررين) وقد أستلم من النظام السابق قطعة أرض وسيارة وأستلم بعد السقوط مرةً أخرى سيارة وقطعة أرض لأنه من المقربين للنقيب الأسبق، وهو لا يعرف معنى الصحافة. والسؤال: ما دور هكذا عناصر في تطوير الصحافة وخاصة قد عَدِموا المهنية والاكاديمية. بل ان أغلب من يُمسك بمُقدرات الصحافة واتحاداتها وكلياتها اُناس غير جديرين بأي موقع في صحافة نظيفة وحرّة والثابت ان كل من يخدم صحافة النظام الجديد ويهتف له هو ذاته كان يخدم الاستاذ الفاضل والنقيب النحرير ابن السيد الرئيس السابق. وهذه حقيقة يجب أن تُعرف ويعاد النظر في التشكيلات الصحفية وإبعاد العناصر الجاهلة وغير المثقفة، وتُسند المسؤوليات بعيدا ًعن أختيار الحكومة والاحزاب لاُناس تتوفر فيهم الحيادية والعلمية والمهنية في آن واحد، لا كما نرى اليوم حيث تُسند المناصب الصحفية لكل متملق ومتلون وليس بصاحب مبدأ وعقيدة ولو سياسية، والخلاصة أصبحت الشروط الواضحة للجميع أن يكون احد أعضاء الاحزاب الحاكمة ولديه قابلية التلون والنفاق الاجتماعي والسياسي وإمّعة لا رأي له، واحد الشروط المهمة قد خدم النظام السابق بكل اخلاص ودرجته الحزبية كانت (؟)، فلا خير في صحافة يديرها من لا يعرف معناها وكل ما نراه هو تطوير في التدمير، وجعل الصحافة سيف ذو حدّ واحد هو مع السلطة ومع كل ناعق تدعم السلطة والمهم المنصب والراتب المليوني والبيوت والسيارات الفارهة وقضاء الليل في تطوير جلسات الاُنس وتدوير الكاس لخدمة الناس. فالسلام على صحافة الصفقات والمَكرمَات، والتي لا تزال تُدرب وتطور لعبة (الثعلب فات فات) ولا عيش بدون النقابات والمليارات.
هاشم العلوان
4/7/2012 البيت