المتواجدون حالياً :12
من الضيوف : 12
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 64246084
عدد الزيارات اليوم : 28239
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
ابتسام ابراهيمrn في صدفةٍ قادتني لأسمع خبراً مُشتتاً بين أفواه الصبايا ومُعلِّماتِهن، ومن بعض الجيران والمقرّبين عن حوادث عنف، تُطفئ نوراً لم يكتمل. حادثة قضت خلالها مُربية أجيال نحبها. قيل لي ولغيري أنها انتحرت .. فهي بالكاد على قيد الضوء، ويائسة حدّ الغبن. كيف انتحرت ومن شاهدها ولماذا ؟
و اسئلة كثيرة قطعت أشواطاً في رأسي و أنا اسمعُ خبراً عن شابةٍ يافعة، امتدت لها يد الأثم لتترك خلفها صبياً، يسحلُ مناغاته الى المجهول .rnمُربية أجيال باختصاصٍ علمي انيق، تضطرُها الظروف لترتبط بمن قد لا يتناسب مع أفكارها أو حتى تربيتها، فـتُجبر على احتمال الوجع، لتلجم ألسنة الناس أو تشتري حريتها بأحاديث السوء ومجتمع لا يرحم! ماتت أو انتحرت، سيّانٌ عندي.. فخلف الانتحار قهرٌ جسدي ومجتمعي، نعلمهُ جيّداً، ونغضُّ الطرف عنه . مُربّية أخرى انتظرها طائر الموت على باب المدرسة، و لم يُمهلها لحظة تودعُ فيها أحبة أو أصدقاء، والجاني مجهول، والأسباب مجهولة أيضاً، أمّا الكامرة ، فقد وثّقتْ حدثاً سيتلاشى مع توسع دائرة العنف التي تكبرُ يوماً بعد آخر إن لم تجد من يردم هوّتها بحكمةٍ وإنسانية وسُلطة. أمٌ تُجلد بالسياط من قبل رجالات العائلة الأشداء.. فقط لأنها تريد أن تحمي أطفالها، فيستكثرون على الإنسانة أن تفعل ما قد تفعلهُ أيّةُ قطه مع صِغارها أو دجاجة مع أفراخها. أطفالٌ يتعرضون للعنف يوماً بعد آخر، ولولا فضل التكنولوجيا لما عرِفنا إن هنالك من يكتم في ذاته، تعابير صراخ وتوسلات بمن لا يرحم . يا ترى كم احتضنت الجدران كدمات زرقاء وحمراء ودموع فلا من مغيث ؟ كم سمعت الأرض أنين الصِغار والنساء في بلدٍ يُسمى مهد الحضارات ومنبع الديانات السماوية ؟ أي دين وآله سيقبلُ هذا الانجراف الخطير في أخلاقنا وديننا ؟ هل نحمدُ الفيس بوك لأنه كشف لنا عورة المجتمع ، ثمّ نُقدّم ابتهالات الشكر لمن اخترع الانترنت، حين وضع أوراق الجناة على مائدة الناس ذوي القلوب المرهفة في الوقت الذي نُطالب فيه بسُلطة القوانين و الأعراف والدين ؟ أرجوكم ..أتوسلُ إليكم .. سنّوا قوانيناً تحمي النساء و الأطفال من بطش القساة والمختلين عقلياً، بدلاً من اختراع قوانين لاتسمن ولا تغني من جوع، قوانين تجعلكم إضحوكة الشعب طولاً وعرضاً. أين هن النساء في البرلمان ؟ لماذا لم نسمع لهن رأياً أو مطالبة ؟ لماذا يلتزمن الصمت حين تطفح على السطح مأساة أو فاجعة تخصّ المرأة والطفل ؟ ماذا يعني أن تُعاقب طفلة بطريقةٍ ساديّة .. هي لم تسرق إلّا لتسد فراغ بطنها، وأخريات لاكتهن أسنان من لا استطيع تسميته. ماذا يعني أن يموت طفلٌ في حوض غسيل الملابس ؟ اكتبُ هذه السطور تحت كمية وجع لا حدّ له. ادعو كل الذين لديهم إنسانية أن يبادروا بسنّ القوانين التي تحفظ الضعفاء من العنف، وتضع عقوبة رادعة لمن ينتهك حرمة الإنسان أو تحال ملفات العنف الأسري في العراق الى لِجانٍ دولية .rn