بتاريخ :
الإثنين 23-05-2016 04:53 صباحا
جمعة عبد الله
للمرة الثانية تندفع الحشود البشرية الهائلة من المتظاهرين , وتقتحم مجلس النواب ومكتب رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء، ويأتي هذا الانعطاف والغليان الشعبي العارم من أجل مواصلة تشديد الضغط الشعبي، لإجبار الحكومة والبرلمان على الاستجابة الى مطالب الشعب التي باتت معروفة للداني والقاصي ,
وانهاء حالة التراخي والمماطلة بتشكيل الحكومة الجديدة، وإقرار الإصلاحات اللازمة والضرورية , والخروج من نفق التعطيل والمراوحة التي تمارسها أحزاب حيتان الفساد الحاكمة، ومن أجل انهاء حالة الفوضى التي أصابت الحكومة والبرلمان بالشلل والعطب لقد تحولت المنطقة الخضراء الى ساحة حربٍ حقيقية في استخدام القوة الأمنية المفرطة بالعنف من الأجهزة الأمنية , ضدّ الحشود الهائلة من المتظاهرين , باستخدام الرصاص الحي , والقنابل المسيلة للدموع , ونتيجة لهذا التهور الأمني الأرعن , سقط أربعة شهداء و 90 جريحاً , ومئات من المصابين بحالات الاختناق من أجل السيطرة على الموقف وطرد المتظاهرين من عرين الفساد والفاسدين ، وأعلنت الحكومة حالة حظر التجول في بغداد , لمنع تدفق المتظاهرين الى المنطقة الخضراء .. لماذا هذه الفوضى والبلبلة والخراب ؟ لماذا استخدام العنف والقوّة المفرطة ضدّ المتظاهرين ؟ هل شعرت الحكومة والعبادي الهزيل.. المدافع الأمين عن الفساد والفاسدين بالارتياح وغبطة الانتصار ؟ أم إنّهُ هروبٌ الى الأمام , بهذهِ الغطرسة والعنجهية في السياسية الساذجة والغبية و اللامسؤولة ، ولو إن العبادي الهزيل والفاشل , استجاب الى مطالب الإصلاح، وتلبية حقوق الشعب المشروعة. هل كانت وتكررت عملية الاقتحام للمرّة الثانية ؟ لو عالجوا الأمور بالعقل والحكمة , وبدأوا بتنفيذ خطوات الإصلاح , وتشكيل الحكومة الجديدة. هل تبقى حجة للاقتحام وسقوط الشهداء وسفك الدماء ؟ لو إن أحزاب الفساد رضخت واستجابت الى مطالب الشعب. هل بقت إمكانية لحدوث هذهِ الفوضى والدماء ؟ وهل سقطت هيبة وكرامة الحكومة والبرلمان بهذهِ الصورة المخزية ؟ وهل التذرع بالحجج المضحكة والهزيلة , تبعدهم وتنقذهم من عدم الاقتحام للمرّة الثالثة القادمة ؟ وهل هناك حكمة معقولة في المواجهة مع الشعب ؟ وهل المنطق السخيف والهزيل باندساس أيتام البعث مع المتظاهرين , ينقذكم من مسؤولية سقوط الشهداء ؟ وإذا كنتم حريصين على الشعب وحمايته من أزلام البعث وأيتامه، حققوا ونفذوا مطالب الشعب , وكفى المسلمين شر القتال ، وكفى إراقة دماء جديدة . كان من الممكن جدّاً تفادي هذه الفوضى والعنف , لو احتكم العبادي ورئاسة البرلمان الى العقل والحكمة , بعدم الاندفاع الى الانحدار والانهيار في استمرار سياسة خلق الأزمات برعونة الحمير والثيران المجنونة، لذا فأن العبادي المهزوز ورئاسة البرلمان , يتحملان كامل المسؤولية , والقادم سيكون افدح مصيبة وأعظم كارثة , إذا ظلوا على نهج الهروب الى الأمام وعدم الحسم وانهاء الأزمة لصالح الوطن ، والكفّ عن المماطلة بتنفيذ الإصلاحات , والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة، بما تتطلبهُ الظروف الحرجة والخطيرة , وإنقاذ العراق من الوقوع في شرك الفوضى والعنف الدموي المفرط ضدّ المتظاهرين , وتجنب مآسي جديدة عن الشعب. إنّ خطاب العبادي الهزيل والمضحك , لا يؤدي الى الانفراج والحلحلة , وإنّما الى تأزيم الموقف والوضع السياسي أكثر خطورة وأكثر رعونة. إنّ استخدام الحجج والذرائع الهزيلة والكوميدية , تؤكد الإفلاس السياسي التام، وانعدام الرؤية السياسية في نهج الإصلاح , وانعدام الحرص في مجابهة التحديات الخطيرة التي يواجهها الشعب والوطن. إنّ سياسة الدفاع عن الفساد والفاسدين , اسقطها الشعب , وعلى أحزاب الفساد الاعتراف بهذه الحقيقة، بأن سياسة إذلال الشعب تمزقت وانتهى مفعولها , ولا يمكن أن يعود الشعب الى الوراء .. في الذل والمهانة , وحيتان الفساد تمارس السرقة واللصوصية. ماذا تبقى من خيرات وثروات الشعب , ومعظمها تحولت الى أرصدة مالية في المصارف الأجنبية خارج العراق ؟ دفعوا العراق الى شفا إفلاس الخزينة , والبحث عن قروضٍ مالية من صندوق النقد الدولي من مهازل القدر اللعين , بأنّ أكثر من 500 مليار دولار، هُرّبت الى الخارج العراق بطُرقٍ شيطانية , والعبادي الهزيل يطلبُ قرضاً من صندوق النقد الدولي قيمته 13 مليار دولار. أيّة جبن وضعف ومسخرة، ينقادُ إليها العبادي. إنّ استمرت الأزمة السياسية والبرلمانية , قد تقود الى حربٍ أهلية طاحنة ، بهدف إخماد إرادة الشعب بالمطالبة بالإصلاح. إنّ القبضة الأمنية ضدّ المتظاهرين ستنقلب عليهم عاجلاً أم آجلاً , إذا لم يستجيبوا الى مطالب الشعب. كلّ الاحتمالات مفتوحة بانفلات زمام الأمور والسيطرة،عند ذاك الويل كلّ الويل للفاسدين , فلا شفيع ولا نصير لهم . الويل كلّ الويل لكلّ سارق وحرامي من العمائم الملوثة بالسحت الحرام , أو من الأفندية.. زعماء عصابات المافيا والمليشيات. الويل كلّ الويل لعرين الفساد والفاسدين في المنطقة الخضراء، وإنّ الصبح لناظره قريب , بعون الله والشعب.
عدد القراء: 1949 - عدد التعليقات: 0
|