المتواجدون حالياً :10
من الضيوف : 10
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 53228036
عدد الزيارات اليوم : 8544
أكثر عدد زيارات كان : 70653
في تاريخ : 26 /12 /2016
حامد الكيلاني
قنينة (عمبة) فارغة، أرسلني المعلم لاستعارتها من المحل المجاور للمدرسة لغرض اجراء تجربة في درس العلوم هدفها ادخال بيضة مسلوقة الى داخل القنينة، طبعاً نحن لم نصدق ما قاله المعلم ذلك لان الامور (انلاصت) بسبب الحريق الذي حصل عند إشعال بعض القطن المغمس بمادة سريعة الاشتعال وتكسر القنينة لكنني اسرعت بالقبض على البيضة المسلوقة الهاربة من
التجربة العلمية الغير ناجحة ومع خجل المعلم وصراخ الطلاب طلباً للنجدة من المدير حضر الفراش بسطل ماء وأخمد الحريق الذي شب في الرحلة الاولى وعندما تمت السيطرة على الموقف السخيف افرغ المعلم غضبه وفشله على رؤوسنا الصغيرة الخاوية وكانت كلمة (رعنين) أبسط كلمة تلقيناها .. بعدها أصر المعلم وألح في اعادة اجراء التجربة فأرسلني مرة اخرى الى العم (أبو جاسم) الذي ضحك كثيراً عندما أخبرته بحكاية البيضة فتندر على المعلم وعلى الطلاب وكانت كلمة (ثولان) أقل ما سمعته منه .. وعاد معلمنا وفعلاً وببساطة دخلت البيضة الى القنينة وسط تصفيق الطلاب وقد سمعت صفارات تشجيع على طريقة طرزان تأتي من الغابات الخلفية للصف عندها ثار المعلم وكانت أخف كلمة سمعناها (أبن ....) وحينها عرفت اننا اغبياء جداً ورعنين جداً وثولان جداً وابناء ..... بحق مثلما حصل للمعارضة العراقية قبل سنوات عندما أدخلت بيضتها في قنينة المحتل وحرائقه ومصائبه وقنينة الحكم والزعامة والفرهود يالها من ورطة .. لا أدري ماذا يقول العم (أبو جاسم) وبماذا يصف مصيبة الذين مهدوا لدخول وطن بأكمله في قنينة ضيقة ترى هل كان سيكتفي بكلمة (ثولان)؟.. المهم ان الكيمستري كلغة ايديولوجيا قد تطورت كثيراً ومفاهيم الكيمستري قد تعدت الى بيولوجيا الجسد البشري والمكونات الحية المؤثرة في الخلايا او الأنزيمات او مكونات الدماغ واستجابات حسية بالغة الأهمية، لكن اتمنى ان لا يبالغ الكثيرون في الأعتماد على الكيمستري بين طرفين لما فيه من محاذير خطيرة مثل ما حدثتني به امرأة قبيحة من اقاربنا و(ما اكثرهن) قالت لي عندما سألتها بصراحة: هل حصل ذات يوم من أيام الشباب وان تحرش بك شاب او مشى وراءك مثلاً؟ قالت: نعم مرة واحدة، رآني شاب (أيام القبغلي بلونين) تقصد الحذاء بلونين ودون شرائط (كان سائداً في الأربعينيات والخمسينيات)، تبعني دون ان يرى وجهي، ظل يعاكسني ظناً منه اني شابة جميلة وما ان استدرت له حتى صاح (ياساتر استر) وفر بجلده .. وطبعاً هنا لم يكن الكيمستري في محله .. أياك أياك أيها الشاب المتحمس للحب ان تتطلع من الخلف فربما كانت تلك المرأة رجلاً فما أدراك والمرأة متلفعة ومتلثمة بالخمار الأسود أو ربما تشد على خصرها حزاماً ينقلك بتكة ثانية واحدة الى جنة عرضها السماوات والأرض وربما أجرت لك عملية سريعة فوجدت نفسك (نص كلوش)، اذاً عليك الحذر دائماً وعدم الانجرار خلف الكيمستري الذي أصبح سبب كل البلاوي وأثبتت التجارب ان الحب وعدم الحب والأنزعاج والغضب ومورثات السلوك أو الرغبة في القتل والجريمة أو الانتحار، وكذلك الضعف والجبن وعكسها الشجاعة والأقدام انما هي بسبب الكيمستري الذي يسيطر على النوازع والسلوكيات وهكذا ما عادت البشرية تثق كثيراً بموضوع التفوق والأرادة وقوة الشخصية لانها جميعاً عبارة عن أكاسير مختلفة مبثوثة في العقل والدم والأعصاب، لكن ما لا أفهمه هو نوع الكيمستري بين محتل بعيد مثلاً ومحتل قريب فالبعيد (يجر) بنا والقريب (يعر) من الجهة الثانية حتى تخلعت اكتافنا واقدامنا وتقلصنا مثل البيضة ودخلنا الى قعر المصيبة اما الأدهى من كيمستري المحتلين، الكيمستري الذي يسري في عروق حكومة المحتلين واتباعها الذي يجعلها تمضي خلف الجار الشرقي وهي معصوبة العينين ومطمئنة الى النهاية .. اني احذرها فلعلها مثل قريبتي الأقرب الى صورة الشيطان ولعلهم يستحقون كل شتائم (أبو جاسم) .. لكن ماذا نفعل بالكيمستري وتقلباته بين كل الأطراف التي ادخلتنا القنينة وأغلقتها علينا ورمتنا في بحر التجارب الفاشلة .. ثولان حقاً.ملاحظة: أسم قريبتي البشعة الوجه المرحة الروح (سنية) من السناء ولكنني خشيت ان يقرأها البعض حسب المحاصصة الطائفية..