المتواجدون حالياً :9
من الضيوف : 9
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 53208835
عدد الزيارات اليوم : 29198
أكثر عدد زيارات كان : 70653
في تاريخ : 26 /12 /2016
عبدالهادي البابي
لاشك في أن قمة بغداد ستفتح الأبواب لتتبع آليات جديدة في فرض مجموعة من الضغوط الشعبية على الحكومات وعلى الأحزاب الحاكمة المتمسكة بالسلطة ..وأن مفردة الحزب الحاكم سوف تتلاشى تدريجياً وسوف لن يكون لها وجود تماماً خلال السنوات القليلة القادمة..
وعندها سيكون الكلام للبرلمانات العربية ، البرلمانات الشابة كما هو في الفيسبوك هناك اليوم برلمان عربي فاعل يملك القدرة على أن يضغط على البرلمانات الفعلية ، وتنوي الجامعة العربية تفعيله وأعتماده بقوة ، وحتماً سيكون له وجود فاعل في الحياة السياسية العر بية الجديدة ! أن القدرات التغييرية هي التي يخشاها القادة والحكام التقليديون ، ولكن لامناص لهم ولامهرب إلاّ أن يدخلوا عالم الأصلاح مع شعوبهم ، وأن يفتحوا باب الأصلاح على مصراعيه ، وأن يُعاد تفعيل الحوار بين الحاكم والمحكوم بصيغة جديدة تختلف عن الطريقة التقليدية السابقة المبنية على طرائق علوية وتسلطية ! إن العالم الجديد يحتاج إلى أنفتاح حقيقي ،وإلى مشاركة الآخر ، وإلى الأستماع إلى الآخر ، وأن يستمع الحاكم إلى المحكوم ، وبالتالي تزول تلك العقبات السابقة فيما بينهم لصالح الوطن ولصالح جميع المكونات المجتمعية فيه..
أن قمة بغداد ستكون فاتحة لنشأة قمة عربية واسعة تتجلى مطالبها وطموحاتها في القمم اللاحقة ..ولاشك في أننا سنشهد تغييراً في المواقف العربية وخصوصاً الخليجية منها ، وسنشهد أعادة حسابات وإعادة ترتيب للأوراق بعد هذه المقررات التي وردت في البيان الختامي لقمة بغداد..
فمن المؤكد أن جميع القادة العرب ومن بينهم الحكام التقليديون بدأوا يدركون بأن التصلب والتقوقع في الأطار الرسمي وعدم الأنفتاح على الشعب وعدم تلبية طموحاته ومتطلباته المشروعة يدركون بأن هذا العهد قد ولى ، ويدركون - من جانب آخر- حجم المخاطر وحجم المخاوف التي قد تترتب على أستمرارهم بتجاهل طموحات الشعب ومطاليبه وقمعه والوقوف بوجهه ، فكل الأجندات الرسمية القديمة للحكم العربي سواء كانت الحكومات ملكية أو جمهورية أوعسكرية أو أماراتية أو غيرها كلها بدأت تُدرك عظمة القوى الضاغطة للتيار الشبابي أو التيار الشعبي الكاسح الذي لاتقف أمامه أية عوائق حتى وأن أستخدمت معه كل صنوف القوة المفرطة والقمع الوحشي كما شاهدنا وراقبنا حركات الثورات العربية في ربيعها العظيم ، حيث لم تفلح ولم تنجح أية حكومة أوسلطة في أيقاف أوقمع الحركات الشعبية والثورات الجماهيرية ، بل كانت تلك الثورات مدعاة لتدويل قضاياهم في اعلى المؤسسات العالمية كالأمم المتحدة وجلس الامن ، فعندما شاهدنا في أحدى التجارب العربية عندما برز الضغط الحكومي على المتظاهرين كيف أن الوضع بدأ يتطور ويرتقي إلى سطح آخر هو الدعوة إلى تدويل هذه القضايا المشروعة للشعوب الثائرة في المحافل الدولية والمؤسسات الأممية ! أن نجاح قمة بغداد والأعلان الذي صدر عنها بأسم (إعلان بغداد) هو بلاشك يشكل نصراً كبيراً لكل الشعوب العربية التي تشهد تغييرات حاسمة وتحولات كبيرة على طريق إصلاح النظام السياسي العربي بكل مفاصله الحيوية.