المتواجدون حالياً :11
من الضيوف : 11
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 64329532
عدد الزيارات اليوم : 17779
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
عبدالهادي البابي
في مفهوم الصراع ، وفي أصل مصطلح الصراع ، لابد أن يكون هناك متصارعان ، وأحدهما يحاول أن يصرع الآخر ،أي يطرحه أرضاً ..ولكن إذا أردنا أن يكون المفهوم أيجابياً، لابد لنا أن نغيره من الصراع إلى الحوار ..لأن الحوار ممكن أن يفضي إلى نتائج طيبة ..عكس الصراع الذي هو بالنتيجة هلاك أحد الطرفين المتصارعين ..
(الغالب والمغلوب) !
فنحن عندما نتحدث عن تفاهم أو نتحدث عن إتفاق فهذا شيء طبيعي ..ولكن عندما نتحدث عن صراع فأن المنافسة هي تكون المسبب الأول في النجاح ، فلماذا لاتكون هناك منافسة على الثقافة ، منافسة على الأفكار الصحيحة ، منافسة على الأهداف السامية التي من خلالها يخلق مجتمع واعي مثقف ، لماذا نريد تغيير مفردة الصراع من هذه المفاهيم إلى مفهوم واحد وهو [السلطة ] ..!!
فإذا لم نكن ننظر إلى الصراع إلى كونه غلبة ، وننظر إليه كونه خلق للجديد ، وتفاهم على أمور مختلف فيها ، فعندها نستطع أن نصل إلى نتيجة حتماً ، لأنه ليس كل الحوارات تكون إيجابية ، فهنالك حوارٌ يكون سلبياً ثم ينتهي ، وممكن أن يكون الحوار إيجابياً فيستمر بين الأجيال ..
نحن نتمنى أن لاتتقاطع الإجيال ، وأن لايتقاطع جيل الآباء عن جيل الأبناء ، لأنه ستحصل كارثة في المجتمع ..فنحن نريد من صراع الأجيال - بغض النظر عن المفهوم- نقول بأنه يجب أن يعيش كل جيل مع الجيل الآخر بما يفرض الأنسجام بينهما ، وأن لايفضي إلى التقاطع النهائي ، لأن التقاطع يضر بالمجتمع ، ويضر بالأسرة ، ويضر بالمؤسسات ، ويضر بالمفاهيم ، فعلينا أن نبتعد عن كل صراع يؤدي إلى التقاطع ، ولتكن عبارة الصراع نستبدلها بمصطلح ثقافي علمي هو: (تنافس الأجيال من أجل الأبداع والتطور) ..
فعلينا أن لانحكم على الأجيال مسبقاً ، فنحن لن نعطي الفرصة ليثبت ذاته حتى يعرف المبتكر من غير المبتكر ، فاذا حكمنا على الأجيال مسبقاً نكون قد ركزنا على مفهوم الصراع ، مثل نظرة الجيل السابق للجيل الحالي بأنه لاخير فيه وأنه جيل لايحترم التقاليد والعادات الموروثة ..كما أن نظرة الجيل الحالي للجيل السابق أنهم متشددون وأنهم رجعيون ..!! وهذا التقاطع هو غير صحيح بتاتاً..!
فعلينا أن نعطي فرصة للشباب ، فأذا وضعنا في سياستنا أن للشباب يجب أن يكون لهم المكان المناسب ، ونعطي للشباب فرصتهم لكي يثبتوا ذاتهم ، ولانجعل هناك قطيعة بين الجيل القديم وبين الجيل الجديد ..!
فأول شيء يجب أن نتركه من باب التعامل مع الشباب هو ترك السخرية والأستهزاء بهم وبقدراتهم ..لأنه من كثرة ماعانى هؤلاء من كثرة أستهزاء الكبار والشيوخ بهم أدى إلى نفرة الشباب منهم وعدم الأصغاء إليهم ، لأن الكبار يعتقدون بأنهم دائماً على حق ، لأنهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الخبرة وأصحاب القرار وأصحاب معرفة المصلحة العليا
..!!
فإذا أردنا أن نشرك هذا الجيل في صنع القرارالإجتماعي والسياسي ، فعلينا أن نختار الشباب الواعي المدرك وأصحاب الدرجات الرفيعة والذين أثبتوا وجودهم من خلال الدراسة وتحصيل العلم ، وأول شيء يجب أن نغرس فيهم هو الأعتماد على أنفسهم وثقة المجتمع بهم ، فأذا فعلنا مع الشباب ذلك فانهم بلاشك سيبدعون ويثبتون لنا أنهم على مستوى من الدراية والحنكة ..
فلا يصح أن ننظر إلى الشباب على أنهم من الذين لاينفعون ، أو من الذين لايقدمون ولايؤخرون ، أو من المتميعين ، أو من أصحاب الأفكار الوافدة ، وننعتهم – بقسوة- بأنهم [تربية المسلسلات المدبلجة] !! ولكن علينا أن نغرس فيهم حب التراث العظيم ، وأحترام التقاليد ، والمورثات الإجتماعية الخلاقة ، وهذه الأشياء ستنمو وتكبر معهم وتصبح جزءاً من أخلاقهم وسلوكياتهم ، وهم بدورهم - أضافة للتفوق العلمي الذي يثبتوه من خلال الدراسة - يمكن أن تكون الأجيال الحاضرة هي التي تقود البلد في المستقبل القريب إلى التطور والبناء والتجديد..