المتواجدون حالياً :13
من الضيوف : 13
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 64299924
عدد الزيارات اليوم : 10362
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
الزاويــة الحرة - لجان وقوانين . لا يعرفها كِبار المسؤولين
بتاريخ :
الخميس 01-11-2012 07:11 صباحا
هاشم العلوان
في أكثر دول العالم، تكون الدولة والحكومة معروفة المعالم، والتخطيط والقرارات تصدر عن مصدر واحد هو مركز القرار وإدارة البلاد والعباد، وغالباً ما يكون البرلمان هو مركز التشريع،
وهو الذي يُعين الأشخاص في مناصبهم وابتدءا من رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء والوزراء والمستشارين والسفراء وغيرهم. هذا في ظاهره معمولاً به في بلدنا العراق. إلاّ أنّ تعدد مراكز القرار والارتباطات الحزبية وتحكّم الكتل السياسية والمتمثلة برؤسائها، وتأثيرهم الفعّال والمباشر في العملية السياسية. فلا قانون يردع ولا محكمة دستورية. إذا عَلِمنا أنّ كل من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، فكل واحدٍ منهم يُعيّن ويعفي ويخصص ويعمم ويحدد، ويُشكّل اللجان ويُعطي التعليمات بحيث تتقاطع مع ما تذهب إليه رئاسة الجمهورية، فالاختلاف بالصلاحيات وعدم تحديد المسؤوليات بدقة. فكل جهة من الرئاسات الثلاث (الجمهورية، والوزراء، والبرلمان) يعطي لنفسه الصلاحيات ويتصرف بما يراه ملائم له ولحزبه وبعض الأحيان لمصلحته الشخصية، ودون مشاورة مراكز القرار الأخرى معه، فمن خلال هذا يحدث التقاطع باتخاذ القرار، وإلاّ بماذا نُفسر سؤال رئيس الجمهورية عن إحدى اللجان هل هي شرعية ودستورية أم لا، وهذه واحدة، فخلال سنوات شُكلّت لجان ومستشاريات ومستشارون بالعشرات، وحتى وصل الحال عندنا عمل تشكيلات على مستوى وزارة ودون علم وموافقة البرلمان، والشيء الآخر وحسب مصادر حكومية أنّ إحدى الهيئات قوامها (20) موظف، وفي الواقع أصبحوا (300) موظف ويتقاضون رواتب ضخمة وهم بازدياد ولا احد يدري أو يحاسب ولولا بعض الخلافات الحزبية والسياسية لَمَا ظهرت هذه المنكرات، وكلٌ يدّعي أنه لا يعلم والفساد الإداري والإرهاب سببه الجماعة الفلانية والجهة العلاّنية وأعداء مسيرة الحرامية، والأهم من هذا، اللجان التحقيقية للتفجيرات والسرقات والفساد الإداري والنزاهة تُعدّ بالمئات، ولا نشر أو إعلام لعبيد الله ما هي نتائج التحقيقات؟ والسبب والمسبب؟ وأين أصبحت اللجنة التحقيقية والأوليات؟ ومن هم أعضاء اللجنة؟ وسير التحقيقات؟ وبالمقابل نسأل لماذا ظهرت الآن وقبل الانتخابات بعض اللجان وأخذ صداها وتأثيرها أعلى من مجلس الرئاسة. علماً أنّ بعض اللجان التي أهملت هي أهم من هذه اللجان. وهناك من يُحرّك جهوده باتجاه شقّ صفوف الشعب الواحد ويعمل على إذكاء الفتن الحزبية والطائفية، وإشغال الشعب والأحزاب بمعارك جانبية تُبعِد البلد عن الاستقرار وكل فتنة قد تمّ دفنها ووأدها يقوم البعض بإشعالها بحجج المصلحة العامة وتخليص الشعب من العملاء والخونة ومن يدعم الإرهاب وبهذا أصبح عند البعض ما كان في النظام السابق: (إمّا مع النظام أو عدو النظام والبلد) ويجب اجتثاثه من جذوره العراقية. وكأنما بعض اللجان عندها تخويل سماوي. فهي تُقرر والكل يسمع ويُطيع، والسؤال الكبير لماذا في هذا الوقت؟ وما الغاية النهائية لهكذا لجان؟ وأين صارت لجان التحقيق بمئات الضحايا التي ضربها الإرهاب وبيوت هُدّمت على ساكنيها والمئات أصبحوا في الشارع بعد التفجيرات الأخيرة، فأيهما أولى، تحقيق فوز انتخابي وسياسي، أم حل مشاكل عباد الله ومنها (الخدمات من ماء وكهرباء ووقود وبطالة وتموينية ذات الثلاثة مواد لا غيرها.) فمن يريد أن يخدم الشعب أيهما يختار؟ هذا هو الحُكم الفصل عند الجماهير، أمّا الدعاية والخطابات واللافتات والاجتماع بوجهاء القوم وتخصيص قناة وصرف الملايين من خزينة الدولة، هذه أولها وآخرها عارٌ وشنار على المسئول ولو بعد حين. فالشعوب لا ترحم وتُسجلّ كل السلبيات. واللعب على ذقون الناس لا يدوم. ومن يريد (وما أكثرهم) أن يُعيد ترشيحه ويدخل الانتخابات فليضع نصب عينيه ماذا قدّم؟ والنظرة الحقيقية له من قِبَل الناس التي تصل أحيانا إلى (شتمه، والطعن في عدالته ونزاهته) ولكن يتضح لي أن البعض أنطبق عليه تماماً (إن لم تستح فأصنع ما شئت). فاتقوا الله يا مُشكّلي اللجان، وقوموا بواجبكم يا أعضاء اللجان بما يُرضي الشعب والرحمان. وكفى كَذباً وتسويفاً منكم ومن البرلمان، فهل التلاعب بموارد البلاد وتسخيرها لخدمة الشخوص ومناصبهم من العدل والإحسان، لك الله يا شعب العراق من أهل السياسة والإرهاب ... وأخيراً نقول يا رحمن أنت المستعان، ولخائني الأمانة النيران.